كيف تؤثّر خدمات مثل خرائط Google على حياتنا اليومية؟
من الصعب علينا أن نستغني عن التكنولوجيا التي تقدّم لنا خدمات مثل خرائط Google خاصة وأنّ الخرائط الرقمية أصبحت جزءًا أساسيًّا من حياتنا اليومية. وتحولت هواتفنا الذكية إلى بوصلة حديثة تدلنا إلى مختلف الأماكن وأهم الأحداث، مثل عشاء لا نريد التأخر عليه في منزل أحد الأقارب في منطقة جديدة أو مقابلة عمل في منطقة من المدينة معروفة بشوارعها المعقدة.
وصل عدد مستخدمي خرائط Google حول العالم إلى المليار مستخدم في العام الماضي. ونظرًا لهذا العدد الكبير من الأشخاص الذين يعتمدون على الخرائط الرقمية، أردنا أن نفهم مدى أهمية هذه التكنولوجيا بالنسبة إلى مستخدمينا. فقررنا التعاون مع شركة "ألفا بيتا"، وهي شركة متخصصة في الأبحاث التسويقية، للقيام بدراسة تقيس تأثير التكنولوجيا الجيومكانية (أي التقنية التي تمكّن مختلف أشكال الخرائط الرقمية مثل خرائط Google أو أي من أنظمة تحديد المواقع المعروفة بالـ GPS) على كل من المستهلك، والشركات، والمجتمع في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
كيف يستفيد المستهلك والمجتمع من الخرائط الرقمية؟
من أبرز نتائج الدراسة هو كمية الوقت الذي نوفرّه على الطرقات بفضل استخدامنا للخرائط الرقمية حيث وصل عدد الدقائق التي يتم توفيرها لكل مستخدم في 2016 إلى 1350 دقيقة في الإمارات العربية المتحدة وإلى 824 دقيقة في المملكة العربية السعودية. ومع تقليص الوقت الذي نقضيه في السيارة للوصول إلى وجهتنا، قلّصنا أيضاً الوقود الذي نستخدمه حيث تم في العام الماضي تقليص استهلاك الوقود بقيمة إجمالية بلغت 4,4 مليار درهم إماراتي في الإمارات العربية المتحدة وإلى 1.9 مليار ريال سعودي في المملكة العربية السعودية.
ومع توفير الوقود والوقت الذي نستهلكه أثناء التنقل من نقطة إلى أخرى، أشارت الدراسة إلى أنّ التنقّل باستخدام الخرائط الرقمية يساهم في خفض انبعاثات الكربون في المملكة العربية السعودية بنحو 11 مليون طن وبنحو 10 ملايين طن في الإمارات العربية المتحدة. وكان انخفاض وقت الاستجابة لخدمات الطوارئ من النتائج الملفتة حيث انخفضت بنحو 3,5 دقيقة لفرق الإسعاف ونحو دقيقتين لفرق الإطفاء في كل من البلدين.
ماذا عن الفوائد الاقتصادية؟
وجدت الدراسة أن الشركات تستخدم الخرائط الرقمية لأغراض البحث وتحسين صورتها العامّة لدى العملاء وتحديد أفضل الأماكن بهدف توسيع شبكة متاجرها وزيادة مبيعاتها. وتتضمّن عادة هذه الخرائط منصات لبيانات مفصّلة عن الأنشطة التجارية والمتاجر المدرَجة في قوائمها، ما يساهم في تقليص الوقت الذي نحتاجه للبحث عن المعلومات الضرورية في منصات أخرى. وساعدت هذه المعلومات المستهلكين في المملكة العربية السعودية في توفير أكثر من 110 مليون ساعة سنويًا أما في الإمارات العربية المتحدة فقد وصل الرقم إلى 125 مليون ساعة، وذلك كنتيجة لاتخاذ المستهلكين قرارات أكثر فعالية بشأن مشترياتهم.
وبالرغم من النتائج الإيجابية التي تشير إليها الدراسة في كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، يبقى هناك عدد من التوصيات التي قد تساعد في توسيع العوائد الاقتصادية الإيجابية للخدمات الجيومكانية. فمثلاً تستطيع الشركات زيادة استثمارها واستخدامها لهذه التقنية بهدف تحسين إنتاجية أعمالها واستقطاب عملاء جدد وتعزيز المبيعات، حيث أثبت العديد من الدراسات أن الاستثمار في الخدمات الجيومكانية من شأنه أن يحقّق عوائد إيجابية قد تصل في بعض الحالات إلى أكثر من 10 أضعاف حجم الاستثمار.
وإلى جانب الفوائد التجارية، تستطيع المؤسّسات الأكاديمية ومنظّمات المجتمع المدني استخدام التكنولوجيا الجيومكانية لتحسين فعالية أنشطتها الرئيسية بما في ذلك تخطيط المدن، ورصد التلوّث البيئي، وتوفير المعلومات المهمّة حول الصحّة والأمراض.
لقد ساعدتنا هذه الدراسة في فهم القيمة التي تولدها خرائط Google لمستخدمينا في الوطن العربي وسوف نواصل جهودنا لصقل هذه الخدمة بهدف تقديم العدد الأكبر من الفوائد إلى المستهلكين والشركات، والمجتمع.