بابل وكنوزها... سعيًا للحفاظ على هذه المدينة العريقة
تعدّ بابل واحدةً من أبرز المعالم الأثرية في العالم أجمع. وباعتبارها إحدى عجائب الدنيا السبع في العالم القديم التي اشتهرت بحدائقها المعلّقة، تضمّ بابل أيضًا بوابة عشتار وأسد بابل الذي لطالما كان يعدّ رمزًا وطنيًا للعراق، وموقعًا نسعى نحن، في الصندوق العالمي للآثار والتراث، للحفاظ عليه منذ أكثر من عقدٍ من الزمان. والآن، أمسى بإمكانك أنت أيضًا استكشافه!
تعاون اليوم الصندوق العالمي للآثار والتراث مع تطبيق «Google Arts & Culture» لتنظيم معرض "الحفاظ على التراث الثقافي للعراق Preserving Iraq's Heritage" الإلكتروني الذي من شأنه عرض القصص الفريدة التي تتميّز بها مواقع التراث العراقي المعرضة للخطر والجهود الملحوظة المبذولة للحفاظ عليها. وتحقيقًا لذلك، تولّى الصندوق العالمي للآثار والتراث مهمة جمع معلومات حول هذه المواقع التراثية، وذلك من خلال استخدام نماذج ثلاثية الأبعاد لم يسبق لها مثيل وصور ولقطات من طائراتٍ بدون طيار والمقابلات الشخصية وغير ذلك من المعلومات المتوفرة عبر وسائل الإعلام الأخرى. والآن، مع انطلاق فعاليات المعرض اليوم، بات بإمكان أي شخص في أي مكان زيارة هذه الأماكن الرائعة وحتّى المواقع التي كانت معروفةً في السابق للقليل من الزوّار فحسب.
وفي هذا السياق، تم تنفيذ الكثير من أعمالنا الأكثر أهميةً في العراق. إذ في السنوات الأخيرة، تأثر التراث الثقافي للبلاد بشكلٍ خاص بالنزاع القائم، وذلك بسبب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003، وحتّى التفجير الذي طال جامع النوري في الموصل عام 2017. وكذلك، ساهمت عوامل أخرى، بما في ذلك تغيّر الظروف البيئية والإهمال ونقص الموارد المتاحة، في التأثير على العديد من المواقع التراثية الشهيرة في البلاد. ونظرًا لتاريخ السكن البشري العريق الذي لطالما تحلّى به العراق، يعكس تراثه، وبشكلٍ فريد من نوعه، أوجه التأثير المتعددة الثقافات التي ميّزته، والتي انطوت على تلك التي تركها الآشوريون والبابليون والأرمن واليهود والمسيحيون والمسلمون وغيرهم وراءهم. وبالتالي، ستتيح لنا هذه المنصة التفاعلية إمكانية الحفاظ على هذه الأماكن وإتاحة زيارتها لك بكل سهولة على حدّ سواء.
نموذج ثلاثي الأبعاد لمعبد نبو شاخاري في بابل
نموذج ثلاثي الأبعاد للآلهة البابلية عند بوابة عشتار، في بابل
صورة جوية لمدينة بورسيبا جنوب العراق
نشأت كل من المواقع البارزة في المعرض من خضم الخيال البشري وبنيت بأيدي بشرية. لذلك، نحن نهتم جداً بهذه الأماكن، نظراً للقيمة التي تحظى بها وأهميتها بالنسبة لنا وللمهمة التي نسعى في تحقيقها. يعكس عملنا في العراق النهج العالمي الذي يعتمده الصندوق العالمي للآثار والتراث من أجل تمكين المجتمعات من حماية مواقع التراث الثقافي والحفاظ عليها وترويجها، الأمر الذي من شأنه أن يساعد في استحداث موارد اقتصادية وتعليمية وثقافية تحويلية.