التخطّي إلى المحتوى الرئيسي
مدوّنة

المواضيع - الأبحاث

كيف تساعد ألعاب الفيديو جيل ما بعد الألفية على الاستعداد لدخول سوق العمل؟

صورة يد شخص لديها وحدة تحكم ألعاب فيديو
ألعاب الفيديو واكتساب المهارات

تعد ألعاب الفيديو واحدة من أكثر الهوايات انتشاراً في الإمارات والسعودية على منصة YouTube، وخاصة بين أفراد جيل ما بعد الألفية (المعروف بGen Z). من خلال محادثاتي مع صناع محتوى الألعاب في المنطقة، لاحظت أنّ الكثير منهم أكدوا نتائج أظهرتها دراسات سابقة توضح أن ألعاب الفيديو تمنح الشباب مهارات من شأنها مساعدتهم على بدء وتحقيق النجاح في حياتهم المهنية.

لنتعرف على المزيد حول ما يعتقده أفراد الجيل وخبراء التوظيف عن ألعاب الفيديو، قامت YouTube بتكليف شركة Censuswide لإجراء استطلاع رأي في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية لفهم الآراء المختلفة تجاه ألعاب الفيديو، وكانت النتائج مفاجئة.

ذكر ألعاب الفيديو في السيرة الذاتية

أظهرت الدراسة أن %87 من خبراء التوظيف الذين شاركوا في الاستطلاع من السعودية و80% من الإمارات يفضلون أكثر توظيف أفراد يمارسون ألعاب الفيديو ويمكنهم التحدث عن المهارات التي يتعلمونها من خلال هذه الألعاب. وعلى الرغم من أن %63 من اللاعبين المشاركين في الاستطلاع من كلا الدولتين أوضحوا أهمية ألعاب الفيديو في تزويدهم بالثقة اللازمة لمقاربة التحديات في العالم المهني، إلا أنّ %38 منهم فقط قد ذكر هذه الهواية في السيرة الوظيفية.

ولأننا أردنا فهم الأسباب وراء هذه الفجوة، تواصلنا مع البروفيسور "ماثيو بار" من جامعة غلاسغو، وهو مختص في نقطة التلاقي بين ألعاب الفيديو والمهارات، حيث قال أن السبب قد يعود إلى وجود عدد من الصور النمطية المجتمعية التي تبين الآثار السلبية للاعبي ألعاب الفيديو، وهذه ترجع إلى المجتمع أو الطريقة التي يتم إظهار ألعاب الفيديو من خلالها في الإعلام.

المهارات التي يكتسبها جيل ما بعد الألفية من ألعاب الفيديو:

أكد 70% من المشاركين من جيل ما بعد الألفية من السعودية و74% من الإمارات أن التفاعل مع اللاعبين الآخرين يساعدهم على التواصل بثقة أكبر، علمًا أنّ هذه المهارة يقدّرها خبراء التوظيف في الإمارات والسعودية وفقاً للاستطلاع. ويوضح الدكتور بار أنه على الرغم من صعوبة إظهار خط سببي مباشر بين ممارسة لعبة فيديو معينة وكيفية التفاعل في مكان العمل، إلا أنه يقول أنّ اللاعبين الشغوفين من المحتمل أن يكون لديهم مجموعة معينة من المهارات. "إنهم أكثر قابلية للتكيّف في مكان العمل، لأنهم معتادون على العمل تحت الضغط وتحديد أولويات المهام، والتمكن من التكيف مع الظروف المتغيرة. وإذا مارسوا الكثير من الألعاب الجماعية على الإنترنت، سيكون أداؤهم جيد في العمل وطريقة تواصلهم مع الآخرين من الزملاء".

كما تحدثنا مع بعض الأفراد المهتمين بألعاب الفيديو، والذين انضموا إلى سوق العمل مؤخراً. قال علي الشاهد، وهو يعمل في حلبة مرسى ياس في الإمارات، إن ألعاب الفيديو زودته بالمزيد من الثقة للإصرار على إنجاح المهام، والتعلم من الأخطاء، وتجربة طرق مختلفة للنجاح - مع تعزيز تفكيره الاستراتيجي وقدرته على القيام بعمل هادف تحت الضغط.

لقد كانت الألعاب جزءًا من استعداده لإجراء مقابلة وظيفية للحصول على عمله الحالي. كان عليه إنشاء دراسة حالة لحدث معين لبطولة موتورسبورت خلال أسبوع فقط. "كانت المهمة إنشاء خطة تسويقية للترويج للحدث. زودتني هواية ممارسة ألعاب الفيديو الخاصة بالسباقات نظرة ثاقبة لهذه البطولة المحددة مما سمح لي بتغطية الفعاليات الرياضية والعلامات التجارية المتعلقة بالحدث".

دور YouTube في رحلة التعلم

إن مجتمع ألعاب الفيديو على YouTube ضخم - حيث تخطى المحتوى المرتبط بألعاب الفيديو 2 تريليون مشاهدة في عام 2022. ومنذ شهر كانون الثاني/ديسمبر من العام الماضي، جذبت فئة المحتوى نفسها أكثر من 500 مليون مشاهِد نشِط ومسجِّل الدخول، وأكثر من 120 مليار ساعة مشاهدة.

هذه الأرقام هي نتاج محتوى صنعه آلاف من صناع المحتوى الذين صورّوا وحمّلوا ساعات من المحتوى المختلف عن ألعاب الفيديو. وفقاً للبروفسور بار، يوضح هذا المحتوى لجيل ما بعد الألفية كيفية الاستفادة من تجارب الآخرين في لعبة معينة، مما يساعدهم على التقدم. "تتيح لنا منصة مثل YouTube الفرصة لمشاهدة تسجيلات ألعاب فيديو أو فيديوهات البث المباشر، والذي يساعدنا على فهم كيفية تعامل أفضل اللاعبين مع التحديات التي يواجهونها في اللعبة، وكيفية تعاملهم مع الضغط وتغيير الاستراتيجيات بسرعة. لذلك فنحن نتعلم مهارات جديدة باستمرار، ونرى كيفية إنجاح الاستراتيجيات الجديدة، وتجربة أساليب جديدة بطريقتنا الخاصة."

ريما الاسطة صانعة محتوى ألعاب على YouTube
10:25

ريما الاسطة صانعة محتوى ألعاب على YouTube

إن مجتمع صناعة المحتوى الخاص بالألعاب في المملكة العربية السعودية والإمارات غني وهائل في نفس الوقت. في السعودية تحديدًا، لدى بعض أكبر صناع محتوى ألعاب الفيديو مثل BanderitaX وoPiilz Saleh وShongxBong و oCMz أوسمز وMeshael MR إجمالي عدد مشتركين يزيد عن 33.5 مليون مشترك وأكثر من 9.5 مليار مشاهدة على YouTube. وفي الإمارات، لدى بعض أكبر صناع محتوى ألعاب الفيديو مثل Rima وBasharkk وZayedGaming وKhaliDasEC0 إجمالي عدد مشتركين يزيد عن 10 مليون مشترك وأكثر من 2 مليار مشاهدة على المنصة.